أعلن قائمقام جزر أبو موسى، مرتضى احتشام، عن السماح للمواطنين الإيرانيين بالسفر إلى هذه الجزر المتنازع عليها مع الإمارات، دون تصريح.
جاء هذا في سياق تأكيد المرشد الإيراني علي خامنئي، على ضرورة تعزيز السكن في الجزر الموجودة داخل المياه الخليجية، رغم احتجاج الإمارات التي تدعو إلى الرجوع للمحاكم الدولية لحسم ملكية الجزر المذكورة. وأكد احتشام أن التخطيط لتطوير السياحة في الجزر مدرج على جدول أعمال الحكومة الإيرانية.
يُذكر أن جزر أبو موسى، أو ما يُعرف بـ"بوموسي"، تضم جزر أبو موسى، وطنب الكبرى، وطنب الصغرى، وسيري، وفارور الكبرى، وفارور الصغرى.
وفي السابق، كان يتعين على المواطنين الإيرانيين وغيرهم الحصول على تصريح محلي أو موافقة من المحافظة للسفر إلى هذه الجزر. لكن وفقًا لتقرير وكالة "إيسنا"، فإن هذه القيود أُزيلت بمتابعة من لجنة تطوير الجزر ومحافظة هرمزجان، وأصبح السفر إلى هناك متاحًا دون قيود.
وأشار احتشام إلى زيادة عدد الرحلات الجوية بين بندر عباس وجزيرة أبو موسى، مع تشغيل رحلات يومية، بالإضافة إلى تجهيز سفينة ركاب لتوفير النقل البحري بين بندر عباس والجزر. كما شدد على أهمية توفير البنية التحتية اللازمة لاستقبال السياح، وتجهيز أماكن الإقامة، وتدريب المرشدين السياحيين.
وفي سياق متصل، كان محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان الإيراني، قد انتقد في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 دعم الاتحاد الأوروبي لموقف الإمارات بشأن الجزر الثلاث، داعيًا الحكومة إلى تسريع تنفيذ المادة 61 من خطة التنمية السابعة لتعزيز تطوير جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى.
وعقب تصريحات قاليباف، كشف علي خضريان، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، عن زيارة أعضاء اللجنة لجزيرة أبو موسى ووضع حجر الأساس لبناء 110 وحدات سكنية فيها. كما أعلنت فرزانه صادق، وزيرة الطرق والإسكان، في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بدء تنفيذ مشروع بناء 110 وحدات سكنية ضمن خطة "نهضة الإسكان الوطني"، بهدف زيادة الكثافة السكانية في الجزيرة.
تأتي هذه الإجراءات في وقت تحدثت فيه السلطات الإيرانية لسنوات عن ضرورة إنشاء بنية تحتية في الجزر الثلاث، لكن هذه الخطط غالبًا ما كانت تُنسى، مما أدى إلى بقاء جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى في حالة من التهميش.
ومن الجدير بالذكر أن الإمارات العربية المتحدة تطالب منذ عقود بالجزر الثلاث الواقعة في المياه الخليجية، وتحظى الإمارات بدعم غالبية الدول العربية. وفي السنوات الأخيرة، انضمت كل من الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي إلى دعم موقف الإمارات، ما أثار ردود فعل حادة من الجانب الإيراني.