بعد جلسة غير علنية في البرلمان الإيراني بحضور وزير الخارجية عباس عراقجي، قال أحد أعضاء هيئة رئاسة البرلمان إن وزراء خارجية إيران وسبع دول أخرى في قطر اتخذوا "قرارات جيدة"، لكن سقوط بشار الأسد حدث بسرعة كبيرة لدرجة أن هذه القرارات لم تكن فعّالة.
وذكر محمد رشيدي، عضو هيئة رئاسة البرلمان الإيراني، أن وزراء خارجية إيران وروسيا وتركيا وخمس دول عربية قد اتخذوا "قرارات جيدة" بشأن سوريا في الاجتماع الذي عقد في قطر، إلا أن "سرعة الأحداث كانت عالية لدرجة أن خلاصة الاجتماع لم تكن مؤثرة، وسقطت الحكومة السورية".
وكان عباس عراقجي قد شارك في "اجتماع أستانة" في الدوحة يوم السبت 7 ديسمبر (كانون الأول)، حيث التقى بأمير قطر ومسؤولين آخرين من الدول العربية.
وتعود اجتماعات "أستانة" الخاصة بالسلام في سوريا إلى حوالي ثمانية أعوام، وقد بدأت بناءً على اقتراح الرئيس الروسي وبدعم من تركيا وإيران.
استمرار عملية "أستانة"
وعقب جلسة غير علنية في البرلمان، اليوم الاثنين 9 ديسمبر (كانون الأول)، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بخصوص احتمال مشاركة المعارضة الحاكمة في دمشق في "عملية أستانة"، إن الحكومة السورية لم تشارك أبدًا في هذه الاجتماعات، وأن عملية "أستانة" كانت بين إيران وتركيا وروسيا، وأن استمرارها مرهون بالتطورات المستقبلية.
وفي رده على سقوط حكومة الأسد، قال عراقجي إنه لم يكن الهدف أن تحل القوات الإيرانية محل الجيش السوري أو تنخرط في صراع مع المعارضة.
بدوره، قال أحمد نادري، عضو هيئة رئاسة البرلمان، معلقًا على الجلسة غير العلنية: "النهج الإيراني في المستقبل تجاه دمشق سيتوقف على سلوك أولئك الذين سيحكمون سوريا، وسنقوم بضبط تصرفاتنا بناءً على تصرفاتهم".
وكان عدد من نواب البرلمان قد انتقدوا في الأيام الأخيرة غموض السياسة الإيرانية تجاه التقدم السريع للمعارضة ضد نظام الأسد، وطالبوا بعقد جلسة غير علنية مع وزير الخارجية.
وقبل هذه الجلسة، وفي برنامج تلفزيوني مساء أمس الأحد، قال عراقجي: "أنظمتنا الاستخباراتية في سوريا كانت على دراية كاملة بتحركات إدلب، وتم إبلاغ الحكومة السورية بذلك".
وأضاف أن ما فاجأهم كان "ضعف الجيش السوري وسرعة التطورات غير المتوقعة".
ومن المتوقع أن يلقي المرشد الإيراني، علي خامنئي، خطابًا في يوم الأربعاء 11 ديسمبر (كانون الأول) حول تطورات الوضع في سوريا.
تحذيرات خامنئي وهزيمة روسيا
وفي أعقاب سقوط الأسد، حاولت بعض وسائل الإعلام الحكومية، من خلال إعادة نشر تصريحات خامنئي، تقديم إشارات تشير إلى أن المرشد قد حذر الأسد بشأن الإجراءات المحتملة بشأن سقوطه، لكن التصريحات المنشورة لم تذكر أي إشارة صريحة لهذا الموضوع.
من جهة أخرى، اعتبرت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن سقوط الأسد يمثل ضعفًا في دعم روسيا وإيران له.
كما اعتبر معهد دراسات الحرب الأميركي أن سقوط الأسد يشكل "هزيمة سياسية استراتيجية كبيرة" لموسكو.
وفي السياق نفسه، أكد أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأميركي، أن "رفض نظام الأسد للمشاركة السياسية واعتماده على دعم إيران وروسيا كان السبب الرئيس في انهياره".