واصلت السلطات الإيرانية تعنتها ضد زينب جلاليان، أقدم سجينة سياسية نسائية في إيران، وعلى الرغم من تدهور حالتها الصحية، فقد تم حرمانها من العلاج الطبي المناسب ومن زيارة عائلتها.
وتقبع هذه السجينة، التي مضى على اعتقالها نحو 17 عامًا، في سجن يزد حاليًا، دون مراعاة مبدأ فصل الجرائم.
ووفقًا لتقرير موقع "هرانا" الحقوقي، فإن جلاليان تعاني أمراضًا مزمنة في الكلى والجهاز الهضمي والعينين، ورغم ذلك فهي محرومة من الحصول على الرعاية الطبية المستمرة والملائمة.
وأضاف الموقع، نقلاً عن مصدر مقرب من عائلة هذه السجينة السياسية، أن إدارة السجن امتنعت عن تزويد جلاليان بنتائج الفحوصات الطبية وصور الأشعة، التي أُجريت لها في وقت سابق، كما تم قطع جميع الإجراءات الطبية المتعلقة بحالتها الصحية.
يشار إلى أن هذه السجينة السياسية الكردية، التي قضت نحو 17 عامًا في السجن دون الحصول على إجازات، تم حرمانها منذ 22 سبتمبر (أيلول) هذ العام من حق زيارة عائلتها، وذلك بناءً على أمر صادر عن وزارة الاستخبارات الإيرانية.
وقد صدرت تقارير عديدة، في السنوات الماضية، حول عدم توفير الرعاية الطبية للسجناء السياسيين في إيران، وانتهاك حقهم في الوصول إلى العلاج الطبي المناسب من قِبل سلطات السجون.
كما أن العديد من السجناء السياسيين فقدوا حياتهم، خلال السنوات الأخيرة، أثناء فترة احتجازهم، نتيجة الضغوطات والتعذيب والحرمان من العلاج الطبي، بينما لم تتحمل السلطات الإيرانية أي مسؤولية عن هذه الوفيات.
الجدير بالذكر أن زينب جلاليان تم اعتقالها في 26 فبراير (شباط) 2008، وحُكم عليها بالإعدام، في عام 2009، بتهمة "الحرابة من خلال الانضمام إلى مجموعة بيجاك" من قِبل محكمة الثورة. وفي عام 2011، تم تخفيف الحكم إلى السجن المؤبد.
وطوال هذه السنوات، أكدت جلاليان مرارًا براءتها من التهم الموجهة إليها، مشيرة إلى أنها تعرضت للتعذيب بأشكال مختلفة خلال فترة اعتقالها، ومنها ضرب كف القدمين بالهراوات، والضرب على البطن، وضرب رأسها بالجدران، والتهديد بالاغتصاب.
وخلال فترة سجنها، ورغم معاناتها أمراضًا جسدية مثل الربو، والاضطرابات البصرية، وألم في الكلى، تم نقلها عدة مرات بين سجون مختلفة، منها سجون: خوي، وقرجك في ورامين، وإيفين، وكرمان، ودزل آباد في كرمانشاه، وأخيرًا سجن يزد.
وكانت بعض منظمات حقوق الإنسان قد نشرت سابقًا تفاصيل عن التعذيب، الذي تعرضت له جلاليان، من أجل انتزاع اعترافات منها.