أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، مقتل داود بيطرف، الذي وُصِف بأنه "موظف محلي" في سفارة إيران بدمشق، يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) الجاري. ووفقًا لما نشرته وسائل إعلام، فقد كان بيطرف أستاذًا في الحوزة العلمية بدمشق، وإماما سابقًا لحرم "السيدة رقية".
وأشار بقائي إلى أن بيطرف قُتل إثر إطلاق نار استهدف سيارته، وتم نقل جثمانه إلى إيران. ومع ذلك، لم يقدم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أي تفاصيل حول أنشطة بيطرف في سوريا، أو أسباب بقائه هناك كـ"موظف" في السفارة.
ورغم غياب هذه التفاصيل، فقد أوردت بعض وسائل الإعلام الإيرانية أن بيطرف كان من علماء الحوزة العلمية بدمشق، وشغل منصب إمام جماعة الحرم سابقًا.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قد نشرت، يوم 6 ديسمبر الجاري، تقريرًا يفيد بأن إيران بدأت إجلاء عسكرييها من سوريا، بالإضافة إلى موظفي سفارتها في دمشق.
لكن بقائي نفى هذا الادعاء في اليوم التالي، مؤكدًا أن السفارة لا تزال تعمل بشكل طبيعي وتواصل أنشطتها المعتادة، وصرح بأن الدبلوماسيين الإيرانيين كانوا قد غادروا السفارة في دمشق قبل الهجوم، الذي شنه معارضون مسلحون على المبنى.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو تظهر دخول مجموعة من معارضي بشار الأسد إلى مبنى السفارة الإيرانية في دمشق؛ حيث قاموا بتحطيم النوافذ وتدمير المعدات والممتلكات داخل المبنى.
وبعد سقوط نظام بشار الأسد، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية استمرار العلاقات بين البلدين، استنادًا إلى "المصالح المشتركة والالتزامات القانونية الدولية". وأشارت إيران إلى أن إعادة فتح سفارتها في دمشق مرهون بتوفر الأمن اللازم لها.
وفي الوقت نفسه، أدلى المرشد الإيراني، علي خامنئي، بتصريحات، في 11 ديسمبر الحالي أيضًا، تعهد فيها باستعادة سوريا، ووصف سقوط بشار الأسد بأنه "نتيجة لمؤامرة أميركية- إسرائيلية مشتركة"، مع إشارة ضمنية إلى دور تركيا في هذا السياق.
ويرى محللون أن التطورات الأخيرة في سوريا تُشكل ضربة كبيرة لنفوذ إيران الإقليمي، مشيرين إلى أن نهاية حكم الأسد قد تُغيّر توازن القوى في الشرق الأوسط.
وفي السياق نفسه، أعلن قائد "هيئة تحرير الشام"، أحمد الشرع، المعروف باسم محمد الجولاني، أن إسقاط نظام الأسد أعاد مشروع إيران في المنطقة 40 عامًا إلى الوراء.