أكد قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، يوم الاثنين 23 ديسمبر (كانون الأول) أن إيران لا تدير شبكة وكلاء في المنطقة، بل هم مجموعة من الحلفاء الإيديولوجيين الذين يعتمدون على أنفسهم في التسلح.
جاءت تصريحات سلامي لتأكيد تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي التي أدلى بها في اليوم السابق، والتي قال فيها إن طهران لا تمتلك وكلاء أصلاً في المنطقة وأن النظام لا يحتاج إلى قوات وكيلة لأي تحرك في المنطقة.
وحذر سلامي الإيرانيين من مؤامرات الأعداء، قائلاً: "الأعداء يريدون أن يثقلوا كاهل الشعب الإيراني بتحمل أعباء التحولات، ويدّعون أن طهران فقدت حلفاءها الإقليميين".
وأضاف: "إيران لم تفقد ذراعيها [في المنطقة] ألم يقف أبناء لبنان بعد؟ هل استسلمت فلسطين؟ نحن نتشارك نفس المبادئ والمعتقدات مع اللبنانيين واليمنيين".
ثم بدا سلامي وكأنه ينفي حقيقة طالما كانت سائدة، وهي أن طهران تمد حلفاءها في المنطقة بالمساعدات العسكرية والتسليح. وقال: "أعداؤنا هم أنفسهم، لكن كل واحد من حلفائنا يعمل ضمن أراضيه بناءً على مصالحه الخاصة. الجميع يقاتل بقدراته الخاصة؛ لا أحد يعتمد على الآخر.
بينما نقدم أقصى الدعم الروحي والسياسي لجبهة المقاومة، فإنهم يحصلون على أسلحتهم بأنفسهم كما نفعل نحن".
ومنذ سقوط حكومة حليف طهران، بشار الأسد، في سوريا في وقت سابق من هذا الشهر، يعمل قادة النظام الإيراني في طهران على شرح خسارتهم، التي يراها كثيرون "هزيمة استراتيجية".
وفي خطاب له يوم الأحد، حاول خامنئي التقليل من تأثير ضعف وهزائم حلفاء إيران ووكلائها الإقليميين، قائلاً: "يقولون باستمرار أن إيران فقدت قواتها الوكيلة في المنطقة! هذا خطأ آخر! إيران ليس لديها قوات وكيلة. اليمن يقاتل بسبب إيمانه؛ حزب الله يقاتل لأن إيمانه يمنحه القوة للقتال؛ حماس والجهاد يقاتلان لأن معتقداتهما تجبرهما على ذلك".
يأتي ذلك بعد سنوات من إنفاق إيران مبالغ ضخمة من المال والدماء للدفاع عن حكم الأسد المحاصر وتزويد حزب الله في لبنان بالأسلحة لمواجهة إسرائيل.
وقد اعترف المسؤولون الإيرانيون بأن طهران أنفقت ما لا يقل عن 50 مليار دولار في سوريا منذ عام 2011، عندما بدأت في إرسال مستشارين عسكريين، ولاحقًا مزيجًا من القوات الإيرانية إلى جانب ميليشيات أفغانية وباكستانية وعراقية للدفاع عن حكم الأسد المحاصر.
وفي نهاية تصريحاته، نفى سلامي مجددًا تسليح حركة حماس الفلسطينية، رغم التقارير المتعددة على مر السنين التي تتحدث عن تدريب وأموال وبعض الأسلحة المقدمة.
وقال: "فلسطين حية؛ هل استسلموا؟ هم لا يزالون يقاتلون. أركان المقاومة يعملون بناءً على دوافعهم الخاصة، والجميع يقاتل بقدراته الخاصة، ولا يعتمد على أحد. نحن ندعم جبهة المقاومة، لكنهم ينتجون أسلحتهم بأنفسهم".