وصل عدد الإيرانيين الذين غادروا البلاد للدراسة في الخارج إلى أعلى مستوى له في عام 2024، مع فقدان شباب البلاد الأمل في التغيير، وفقًا لتقرير نشرته وكالة أنباء "إرنا" الإيرانية.
وقد تضاعف عدد الطلاب الإيرانيين في الوجهات العشر الرئيسية تقريبًا خلال 4 سنوات فقط، من 60 ألفا إلى 110 آلاف طالب، ما يعكس الأزمات الاقتصادية المستمرة في البلاد.
وفي العقود الماضية، كان عدد الإيرانيين الذين يدرسون في الخارج يتضاعف كل عشر سنوات.
وقال محلل الهجرة بهرام صلواتي لوكالة "إرنا": "هذه الظاهرة ليست فقط عن التعليم، بل تعكس عوامل اجتماعية واقتصادية أوسع تدفع الأفراد المهرة للخروج من البلاد".
وأضاف صلواتي: "إضافة إلى تجاوز العدد الحرج لـ 100 ألف طالب إيراني في الخارج، فإن قائمة الوجهات الرئيسية ومعدلات النمو في هذه البلدان مثيرة للإعجاب بشكل خاص".
وقد ظهرت تركيا كوجهة رئيسية، حيث استضافت ما يقارب 30 ألف طالب إيراني في عام 2024، بزيادة مذهلة بلغت 158 في المائة منذ عام 2020. ويعد قرب تركيا عاملاً رئيسياً، بالإضافة إلى أنها أقل تكلفة وأسهل دخولًا مقارنة بمعظم البلدان الغربية.
ومن بين الوجهات الأخرى الشهيرة للطلاب الإيرانيين كندا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة.
ويرتبط الارتفاع الحاد في هجرة الطلاب ارتباطًا وثيقًا بتدهور ظروف المعيشة ولا يظهر أي مؤشر على التباطؤ على الرغم من الدعوات والتحذيرات المتكررة من المسؤولين الإيرانيين.
وكان آخر هذه الدعوات من نائب الرئيس الإيراني محمد رضا عارف، الذي طلب من المتخصصين الإيرانيين في الخارج العودة. وقال عارف يوم أمس الثلاثاء: "إيران هي وطنكم وبيتكم، ونحن نرحب بكم لخدمة بلدكم في مجالات العلوم والتكنولوجيا".
وتبقى سياسات الهجرة الإيرانية تركز بشكل كبير على إدارة اللاجئين الوافدين، مثل المواطنين الأفغان، ويبدو أنه لا يتم اتخاذ الكثير من الإجراءات بخلاف الأقوال للحد من "هجرة العقول" أو تحفيز العودة.
وفي عام 2022، أفاد "مرصد الهجرة الإيراني" (IMO) بأن البلاد احتلت المرتبة 17 عالميًا في عدد الطلاب الذين يدرسون في الخارج. ومع عدم وجود مؤشرات على تباطؤ هذه الظاهرة، يحذر المحللون من أن الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في إيران قد يواجه تحديات أكبر دون تدخل عاجل.
وقالت فاطمة موسوي، أخصائية اجتماعية وباحثة في العلوم الاجتماعية، إن الهجرة تمثل نقصًا في الثقة بمسار إيران بين شبابها.
وأضافت موسوي لموقع "خبر أونلاين" في طهران: "الزيادة بنسبة 140 في المائة في هجرة المهنيين الشباب خلال العام الماضي فقط يمكن رؤيتها كاستراتيجية خروج نتيجة لفقدان الأمل في التغيير والإصلاح في الحكومة".