قال رئيس هيئة القضاء في محافظة سمنان، محمد صادق أكبري، إن مواطناً سويسرياً انتحر صباح اليوم الخميس 9 يناير (كانون الثاني) داخل سجن سمنان. ولم تقدم السلطات الإيرانية أي تفاصيل حول هوية المواطن أو ظروف وفاته. كما لم تصدر سويسرا أي رد فعل حتى الآن.
كما أن وكالة "ميزان" التابعة للسلطة القضائية الإيرانية، والتي نشرت الخبر، لم تذكر اسم المواطن السويسري أو تاريخ اعتقاله، ولم تقدم أي تفاصيل عن هويته أو الظروف التي أدت إلى وفاته.
وذكرت الوكالة أن هذا المواطن السويسري "اعتُقل بتهمة التجسس من قِبَل الأجهزة الأمنية، وهناك وثائق وأدلة تثبت ذلك، وكان ملفه قيد التحقيق".
وفقاً للوكالة، كان المواطن السويسري محتجزاً في غرفة مع سجين آخر في سجن سمنان، وصباح يوم الحادث طلب من زميله في الزنزانة أن يذهب إلى متجر السجن لجلب بعض الطعام له.
وأضافت السلطة القضائية: "استغل السجين الوقت الذي كان فيه بمفرده في الغرفة وقام بالانتحار. وتدخل مسؤولو السجن على الفور لمحاولة إنقاذه، لكن الجهود باءت بالفشل".
وأشارت الوكالة إلى أنه تم فحص جميع الأدلة في مكان احتجاز السجين، وأكدت أن "الانتحار مثبت وفقاً للأدلة".
وحتى الآن، لم تصدر السفارة السويسرية في طهران أو الحكومة السويسرية أي تعليق رسمي على الخبر.
اعتقالات المواطنين الأوروبيين خلال احتجاجات 2022
يشار إلى أنه في 30 سبتمبر (أيلول) 2022، أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية اعتقال 9 أشخاص من دول أوروبية بتهمة "التجسس". ولم يتم الكشف عن جنسيات هؤلاء المعتقلين في ذلك الوقت.
وفي 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، حذرت وزارة الخارجية السويسرية مواطنيها من السفر إلى إيران بسبب "زيادة الاعتقالات التعسفية للأجانب والمحاكمات غير العادلة".
وفيات غامضة لمعتقلين مزدوجي الجنسية
وقد سجلت السجون الإيرانية العديد من الحالات المشبوهة لوفيات معتقلين أجانب أو مزدوجي الجنسية.
• في 29 أكتوبر 2024، أعلنت السلطة القضائية الإيرانية عن إعدام جمشيد شارمهد، مواطن إيراني-ألماني، في ظل غموض حول ملابسات وفاته، حيث أفاد أقاربه بأنه توفي نتيجة سكتة قلبية في السجن.
• في 8 فبراير 2018، أعلنت إيران أن كاووس سيد إمامي، أستاذ علم الاجتماع، انتحر في سجن إيفين بعد اعتقاله في قضية تتعلق بنشطاء بيئيين. ورغم المطالبات البرلمانية، لم يتم الكشف عن تفاصيل وفاته.
• في 11 يوليو 2003، توفيت زهرة كاظمي، مصورة إيرانية-كندية، في السجن بعد اعتقالها أثناء تصوير احتجاج أمام سجن إيفين. وذكرت التقارير الأولية أنها توفيت نتيجة سكتة دماغية، ولكن تبين لاحقاً أنها تعرضت للتعذيب وتوفيت نتيجة إصابات في الرأس.
وفيات غامضة أخرى في السجون الإيرانية
إلى جانب المعتقلين مزدوجي الجنسية، شهدت السجون الإيرانية العديد من الوفيات المشبوهة لسجناء سياسيين، حيث كانت السلطات تعلن دائماً أن سبب الوفاة هو "الانتحار".
• في سبتمبر 2006، توفي ولي الله فيض مهدوي في السجن، وذكرت السلطات أنه انتحر.
• في أكتوبر 2007، توفيت زهرا بني يعقوب، طالبة طب، وقالت السلطات إنها انتحرت.
• في يناير 2008، توفي إبراهيم لطف اللهي في سجن سنندج، وزُعم أنه انتحر.
• في يناير 2018، توفي سينا قنبري، شاب اعتُقل خلال الاحتجاجات، وأعلنت السلطات أنه انتحر في سجن إيفين.
• وفي نفس العام، توفي وحيد حيدري، بائع متجول يبلغ من العمر 23 عاماً اعتُقل خلال الاحتجاجات، وذكرت السلطات أنه انتحر في سجن أراك.