تراجعت العملة الإيرانية بشكل كبير أمام العملات الأجنبية، حيث تجاوز سعر الدولار الأميركي، صباح الثلاثاء 10 ديسمبر (كانون الأول)، في السوق الحرة بطهران حاجز 73 ألف تومان، ليصل إلى أعلى مستوى تاريخي له في ظل استمرار الاتجاه المتصاعد في الأسابيع الأخيرة.
وفي مكاتب الصرافة بالعاصمة الإيرانية، تجاوز سعر حوالة الدولار الأميركي 73 ألف تومان، بينما تم تداول اليورو بسعر غير مسبوق وصل إلى 76 ألفاً و850 تومان.
وتُعزى القفزة الأخيرة في سعر الدولار خلال اليومين الماضيين إلى سقوط نظام بشار الأسد، الحليف الرئيسي للنظام الإيراني في المنطقة. مع ذلك، فإن الاتجاه التصاعدي لسعر الدولار بدأ منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية.
في صباح يوم 5 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، شهد السوق أول رد فعل على إعلان فوز دونالد ترامب، حيث افتُتح التداول بسعر 70 ألف تومان، إلا أن السعر استقر لاحقاً دون هذا المستوى لفترة قصيرة.
وعاد الاتجاه التصاعدي مجدداً عقب إصدار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قراراً ضد طهران في الأسبوع الأخير من نوفمبر، ليصل سعر الدولار إلى حوالي 70 ألف تومان.
وفي 23 مارس (آذار) 2024، وهو أول يوم عمل في السنة الإيرانية 1403، بلغ سعر الدولار في السوق الحرة 61 ألفاً و800 تومان. ومنذ بداية العام الإيراني (20 مارس/آذار 2024)، شهدت أسعار الدولار زيادات متتالية خلال فترات متعددة، أبرزها في أبريل (نيسان) بعد الهجوم العسكري الإيراني على إسرائيل.
وفي 26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ارتفع سعر الدولار إلى 69 ألف تومان عقب هجوم الجيش الإسرائيلي على إيران.
وتُعتبر صادرات النفط والغاز والمنتجات المرتبطة بها المصدر الأساسي للعملة الأجنبية بالنسبة لطهران.
وخلال فترة رئاسة جو بايدن، شهدت العقوبات الأميركية بعض التخفيف، مما ساعد الاقتصاد الإيراني نسبياً. لكن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وسياسات أوروبا الأكثر تشدداً تجاه طهران تنذر بمرحلة صعبة قادمة للنظام الإيراني، مما يزيد من الضغوط الاقتصادية ويدفع بأسعار العملات الأجنبية نحو المزيد من الارتفاع.