تنوعت موضوعات الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 28 ديسمبر (كانون الأول) بين ما هو داخلي متعلق بالأزمة الاقتصادية وتدهور العملة والتضخم، وما هو إقليمي ودولي من ملفات مثل الملف السوري والمفاوضات مع الغرب وزيارة وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقي إلى الصين.
ورأت صحيفة "اسكناس" أن زيارة عراقجي إلى بكين تهدف إلى "تشكيل اتحاد بين إيران والصين لمواجهة الولايات المتحدة الأميركية"، في عهد ترامب الذي يبدو أنه سيركز على الضغوط الاقتصادية ضد الدول المعارضة له مثل إيران والصين حسب الصحيفة.
وعلى صعيد الملف في سوريا قالت صحيفة "جام جم" الأصولية إن حالة من الفوضى تعيشها سوريا اليوم بعد 3 أسابيع من سقوط بشار الأسد، مشيرة إلى المظاهرات التي نظمها العلويون في عدد من المدن السورية.
وأشارت صحيفة "روزكار" أيضا إلى اتهامات هيئة تحرير الشام لإيران بالتحريض على المظاهرات ومحاولة خلق الفوضى عبر تحريك فلول وأنصار النظام السابق من الأقلية العلوية في مدن الساحل السوري، وعنونت بالقول: "حقيقة الاتهامات ضد إيران من قبل هيئة تحرير الشام".
وعلى الصعيد الداخلي أشار عدد من الصحف الإصلاحية مثل "شرق" و"اعتماد" إلى تصريحات الرئيس الأسبق محمد خاتمي التي دعا فيها الحكومة والنظام إلى تحسين العلاقة مع الشعب مؤكدا أن البلد يمر بظروف "خطيرة" وأن هناك أطرافا في الداخل الإيراني تعمل على زيادة تعقيد الوضع وجعل الأمور أكثر سوءا وترديا.
وقد أشادت صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري بـ"صمود" الحوثيين أمام الضربات والقصف الإسرائيلي المستمر وشجعت على الاستمرار في ضرب إسرائيل بالصواريخ والمسيرات من اليمن وكتبت أن "إسرائيل دخلت في حرب استنزاف مع اليمن" متجاهلة حجم الأضرار والدمار الذي حل بالبنية التحتية لليمن المدمر أصلا بفعل الصراع الداخلي المستمر منذ سنوات.
والآن إلى قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:
"ستاره صبح": الفرص والمخاطر في الأيام السابقة لمجيء ترامب
ذكر رئيس تحرير صحيفة "ستاره صبح" علي صالح آبادي أن طهران وفي الأيام الـ22 القادمة قبل مجيء الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أمام بعض الفرص التي يجب استثمارها قدر الإمكان من قبل إيران التي تعيش ظرفا غير مناسب على مستوى الاقتصاد وعلاقاتها الدولية والإقليمية.
وأشار الكاتب إلى قرار إدارة بايدن الحالي السماح لإيران باستخدام 10 مليارات دولار لأغراض إنسانية وشراء أدوية وهذا فيه دلالة على أن الإدارة الأميركية الحالية ترغب في التوصل لاتفاق مع طهران في الفترة المتبقية وعلى المسؤولين الإسراع في التفاعل مع هذه الرغبة وإنهاء العقوبات لكي يسدوا الطريق على المافيات المستفيدة من العقوبات في إيران، والتي تعمل على عرقلة أي انفراجة في العلاقة بين طهران وواشنطن.
كما لفت الكاتب إلى الهجمات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة على الحوثيين في اليمن وقال إن اليمن يبعد عن إسرائيل بنفس المسافة مع إيران ما يعني أن إسرائيل قد تستخدم تجاربها في ضرب الحوثيين عندما تقرر مهاجمة إيران لتستهدف مواقع حساسة ستضر بكل تأكيد بالواقع المعيشي والاقتصادي للإيرانيين.
وقال الكاتب صالح آبادي إن ما حصل في سوريا وغزة ولبنان وبالرغم من السلبيات التي حملها إلا أنه حمل مزية إيجابية بالنسبة لإيران وهي أن هذه الأحداث كانت سببا لكي يفيق بعض الحالمين والمتطرفين إلى إدراك الواقع والحقائق على الصعيدين الداخلي والخارجي ويعودوا إلى مطلب الشعب المتمثل بوقف السياسة الخارجية العدائية.
وذكر الكاتب أن تخلي إيران عن "الوعد الصادق-3" خطوة إيجابية أقدمت عليها البلاد بعد أن أدرك صناع القرار التكلفة الباهظة والمدمرة لمواجهة إسرائيل والتصادم معها.
"عصر إيرانيان": الإصلاحيون يضخمون المشكلات في البلد من أجل التمهيد للتفاوض مع أميركا
في المقابل، رأت صحيفة "عصر إيرانيان" الأصولية أن الإصلاحيين بدأوا نفس اللعبة التي قاموا بها في عهد روحاني من الحديث عن وصول البلاد إلى طريق مسدود وتضخيم المشاكل وربط كل شيء بالعلاقة مع واشنطن وضرورة التصالح معها.
الصحیفة انتقدت تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي التي قال فيها الأسبوع الماضي إن إيران مستعدة للدخول في مفاوضات "عزيزة" مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية وقالت: "حقا إنه من الصعب التفاوض مع وجوه مثل ترامب والقادة الأوروبيين وفي الوقت نفسه البقاء في خانة العزة والشرف".
واستذكرت الصحيفة ما قام به ترامب من سياسات بدءا بالانسحاب من الاتفاق النووي وضرب الاقتصاد الإيراني بشكل كبير ثم اغتيال قاسم سليماني والعديد من العقوبات والإجراءات التي فرضها على إيران بهدف الضغط على نظامها السياسي معتقدا أن أي تنازلات أمام ترامب في المرحلة القادمة ستخلق كثيرا من التوقعات لديها وتجعله يستمر في مواقفه التصعيدية ضد طهران.
"آرمان امروز": عصر جديد في الشام
قال الكاتب والمحلل السياسي مهدي تديني في مقاله بصحيفة "آرمان امروز" إن هناك واقعا جديدا بات يفرض في سوريا وإن القائد الجديد في دمشق أحمد الشرع أصبح يظهر كل يوم ذكاء جديدا وحنكة كبيرة إذ إنه كرس جهده واهتمامه على كسب الثقة في الداخل والخارج وبات في أيام قليلة يتحول من "إرهابي متخف" وضعت لرأسه الجوائز والإغراءات إلى حاكم ذي كاريزما وهيبة في العالم العربي.
وأوضح الكاتب أن الإسلاميين الجهاديين وبعد 60 عاما من إعدام سيد قطب سيطروا أخيرا على بلد كامل وهؤلاء الحكام الجدد رفعوا شعار "الله أكبر" ليل نهار وهم سيستميتون للدفاع عن الإنجاز الذي حققوه ولن يفرطوا فيه بسهولة.